بيان رابطة حماة الايمان بخصوص حكم المحكمة بإقرار زواج مدني لزوجين مسيحيين

للحجز والاستعلام اضغط هنا

>

بخصوص الحكم الذي أصدرته محكمة الأسرة والذي يُقر فيه بزواج مدني لزوجان مسيحيان تم طلاقهما عن طريق المحكمة نوضح الآتي:
أولاً: نحترم أحكام القضاء ولا نعلق عليها ولا نجبر من يريدون ان يتزوجوا زواجاً مدنياً بزواج كنسي ولكننا نوضح إن الزواج المدني ليس موجوداً في المسيحية وغير مُعترَف به من الكنيسة ولا تقره تعاليم الكتاب المقدس أو قوانين الكنيسة.
ثانياً: الزواج المسيحي عموماَ وفي الكنيسة القبطية خصوصا هو سر كنسي وهو أحد إسرار الكنيسة السبعة للكنيسة القبطية، وأي زواج خارج الكنيسة لا تعترف به الكنيسة ولا تقره ولا تعترف انه زواج مسيحي
ثالثاً: يخبرنا الكتاب المقدس أن الزواج هو عمل إلهي وليس مجرد ورقة تكتب بين طرفين ولكنه عمل إلهي يتم بين ثلاثة الزوجان والله فالله الذي يجمعها ليصيرا الاثنان جسدا واحدا كما يخبرنا السيد المسيح:
من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدا واحدا. إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان.” (متى 19: 5،6)
وأيضا كقول بولس الرسول:
“مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ” (أفسس 5: 31،32)
أيضا تخبرنا تعاليم الآباء بأهمية وقدسية سر الزواج وعدم الاعتراف بأي زواج يتم خارج الكنيسة وعلى سبيل المثال:
قول القديس أغناطيوس الإنطاكي (نحو سنة 100م) تلميذ الرسل وبخاصة القديس بطرس الذي عينه أسقفا لإنطاكية، في رسالته للقديس بوليكاربوس تلميذ القديس يوحنا الإنجيلي والرسول: “يجب على المتزوجين رجالاً ونساءً ألاّ يعقدوا زواجهم إلا بموافقة الأسقف، حتى يكون زواجهم بحسب الرب، وليس من أجل شهواتهم، لتكن كل الأشياء من أجل مجد الله”
العلامة ترتليان (القرن الثاني الميلادي) أحد كتاب الكنيسة الغربية الذي كتب نحو سنة 207م: “من أين أستقي القوة لأصف وصفاً دقيقاً سعادة الزّواج الذي تعقده الكنيسة وتثبته القرابين، وتدفعه البركة بختمها؟ أن الملائكة تحتفي به والأب السماوي يصادق عليه … أي زوجين هما هذان الزوجان الرب يسوع المسيحيان المتحدان برجاء واحد ورغبة واحدة، ونظام واحد، وبالخدمة ذاتها.”
يقول القديس أوغسطينوس عن موضوع الزواج وذلك في تفسيره لقول بولس الرسول عن مفارقة المرأة المؤمنة لزوجها غير المؤمن:
“الزواج الذي يُعقد بدون صلوات للَّه غير مُلزِم، لهذا لا يُحسب خطية إن انحل من أجل اللَّه. أما الشريك غير المؤمن فهو يخطئ ضد اللَّه وضد الزواج”
ومن قوله نستخلص ان الزواج المسيحي يتم بصلوات الله اي في الكنيسة وعلي ايدي كاهن.
ويؤكد ذلك قانون من قوانين الكنيسة الذي يأمر: “من اتخذ امرأة لنفسه “بدون صلاة” فليلزم حد الزنا وتُفرق منه … الزنا ليس بتزويج ولا ابتداء بتزويج والفُرقة أفضل”
القديس امبروسيوس وهو من اباء القرن الخامس يقول:
“لمن يرغب في تطليق زوجته: [خف الله وأصغِ لناموس الرب: “الذي جمعه الله لا يفرقه إنسان” (مت 19: 6). إنك لا تهدم وصية سماوية، إنما تهدم عمل الله.”
القديس أوغسطينوس:
“سر الزواج في أيامنا حدد برجل واحد لامرأة واحدة”
القديس يوحنا ذهبي الفم:
“انظر كيف لصقهما معا ليكونا جسداً واحداً بواسطة –سر الزواج –”
والزواج كما يقول القديس يوحنا سر إلهي وليس مجرد زواجاً مدنياً
ويؤكد القديس ذهبي الفم على اننا نتبع تعاليم المسيح ولا نتبع تعاليم أخرى في قوله: “ولا تعارضوني بالقانون المدني الذي يسمح لكم لن تحدثوا سببًا للطلاق وتطلقوا نسائكم، اذ ليس بحسب هذا الناموس، ستدافعون امام الله في اليوم الأخير بل بحسب الناموس الذي وضعه الله القدير.”
وهكذا نجد إن تعاليم الكتاب المقدس وتعاليم آباء الكنيسة من القرون الاولى تقر بالزواج الكنسي وترفض أي زواج يكون خارج الكنيسة ولا تعترف به على الإطلاق.
وبهذا يكون الزواج هو عمل إلهي يتم في سر الزيجة من خلال الكنيسة وداخل الكنيسة وبالتالي أي زواج يتم خارج الكنيسة ومخالفة لتعاليم الإنجيل والكنيسة يكون غير معترف به وغير مُلزِم للكنيسة.
رابعاً: بالنسبة للزواج المدني كما نعرف هو بعيد كل البعد عن أي مراسم دينية ودون اعتراف او تحت إشراف الكنيسة لذلك يجب ان يعلم كل شخص يرغب في الزواج مدنياً بعيد عن الكنيسة ان الكنيسة لا تعترف بهذا الزواج ولا تقره وتعتبر من ارتبط مدنيا خارج الكنيسة انه في وضع خاطئ وإنه بذلك يحرم نفسه من الأسرار الكنيسة ويكون بذلك قطع نفسه عن الكنيسة وعزل نفسه عن جماعة المؤمنين.
وأخيراً أننا نتمسك بتعاليم الكتاب المقدس وتعاليم أباء الكنيسة وقوانينها ونرفض إي عمل يخالف هذه التعاليم او يكسر سر من اسرار الكنيسة والكنيسة غير مُلزَمة على الإطلاق بالاعتراف بمثل هذه الأحكام او قبول من يقبلها ويعترف بها داخل شركتها.

للحجز والاستعلام اضغط هنا